في ضيافة "حرائق المائة عام" للروائي عبد الله عدالي : حين تمتد الحرائق-عبد الغني فوزي-الفقيه بن صالح-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

في ضيافة "حرائق المائة عام" للروائي عبد الله عدالي : حين تمتد الحرائق

نظمت ثانوية التغناري التأهيلية بالفقيه بن صالح ، بتنسيق مع جمعية آباء وأولياء تلاميذ نفس المؤسسة الروائي عبد اله  عدالي ، للتداول حول روايته "حرائق المائة عام" ، وذلك يوم 27 دجنبر 2012   بقاعة العروض ، على الساعة السابعة مساء . قدم في البدء مسير الجلسة الأستاذ أحمد قرقوري أفكارا أولية حول الرواية المحتفى بها ، معتبرا إياها عملا إبداعيا ثرا ، يتناول حيوات عدة  ـ الأب ، الأم ، الجدة ...ـ ، لها صلة بالسارد كطفل تنقل عبر أمكنة وأزمنة ، في صراع يومي مع الأنساق والفقر..لكن الكاتب يسوق ذلك عبر قالب حكائي متنوع في مادته ولغته . فكانت الرواية نفسا روائيا ، ينبغي أن تكون له مكانته في روايتنا المغربية والعربية دون تنكر وجحود .
الأستاذ المحجوب عرفاوي تقدم بورقة نقدية في هذا العمل ، مبرزا ابتداءا من العنوان " حرائق المائة عام " حجم هذه الحرائق المتنوعة والمتعددة . وبالتالي فالسارد جمع حكاية متعددة المادة تتمثل في سيرة حياة أسرة انتقلت وتنقلت بين الدار البيضاء وبني عمير. لكن الطفل السارد كان يركز في وصفة على المفارقات في الحياة والثقافة . والغريب ، أنها تناقضات كانت تعبر على جلد السارد من ذلك مثلا الفقيه الجلاد . وفي نفس الآن استطاع الطفل أن يتحرر من القبضة الحديدية المدعمة على أكثر من صعيد ، بولوجه عالم المدرسة العصرية . أما على مستوى مبنى الحكاية ، فاللغة متعددة وحوارية ، عاكسة بذلك تعدد الأصوات والمواقف . وفي هذا الصدد ، يسجل العارض حضور اللغة العامية ذات الحمولة القوية دلاليا ، في لحظات معينة . ولم تفت الفرصة ، ليؤكد الناقد المحجوب عرفاوي مرة أخرى أن هذا العمل الروائي ولد قويا . وهو بذلك لبنة خلاقة تنضاف للتجارب الروائية مغربيا وعربيا .
الأستاذ عبد الغني فوزي أدلى بورقة في الموضوع سماها ب " حرائق المائة عام : الحرائق التي كانت ..الحرائق الآتية " مقدما على رأس هذا التدخل بعض الملاحظات الأولية حول صفات الروائي منها معرفته أولا بالحقل الذي يشتغل إبداعيا ضمنه ، وبالواقع وبالأخص المفارقات ، هذا فضلا عن استعداده النفسي والفكري للكتابة... وهي صفات يراها العارض متجلية في هذا العمل الذي رصد تاريخ مائة سنة ، تمتد من السنوات الأولى للاستعمار بالمغرب إلى فترات الاستقلال . والكاتب في غمرة ذاك الرصد ، يختفي حقا وراء الطفل الذي كان يخيط الحالات والمواقف ، في تركيز على الاختلاف بين الشخوص في الحالات والمظاهر وفي الرؤى أيضا  . وبالتالي فالأمر يتعلق بحكايا عديدة ، على قدر كبير من التداخل والتشابك . الرواية في هذا السياق تمر على المكان والزمان وتسعى إلى توثيق للكثير من التقاصيل التي تحمل معنى الحياة والوجود .
بعد ذلك تقدم الروائي عبد الله عدالي بكلمة ركز فيها عن علاقتة بروايته وبالكتابة ، معتبرا إياها ضد الموت . وبالتالي فهناك تأريخ في قالب حكائي لمشاهد الذاكرة التي تمثل لقيم وأنساق ، بل لحفريات المكان  ،ضدا على التلاشي والاندثار ؛ معززا ذلك بقراءات لبعض المقاطع الحكائية من عمله الروائي " حرائق المائة عام " ، منها على سبيل التمثيل " تنحني الرؤوس خضوعا ولا تبديل لكلمة الله التي يتلوها " أنعام السي " ويقبض ثمنها..الغرفة الرابضة في ذلك الركن المنزوي من الدوار لا يمكن إغفالها ، الويل لمن يفكر في خلاف ذلك " ـ ص 252  ـ . وبالتالي فالانفلات من الجلاد المتعدد النوع لا تتمثل فقط في انفلات بالجلد ، بل بالأفكار أيضا ضمن أفق مخلخل للبنية التقليدية.
وفي نفس الجو ، استمع الحضور لقصيدة من صفوف التلاميذ للصوت الواعد مريم أحسو ، ولمعزوفات موسيقية للأستاذ أحمد القرقوري ، صحبة الصوت الملائكي للتلميذة مريم الشوباني ـ بشهادة الحضور ـ  في انسيابية رائقة أنعشت وأدهشت.. . فكان المشهد متنوعا ومؤثثا بلمسات فنية عديدة في أمسية ملتهبة كادت ان تلتهم الليل الجاثم.



 
  عبد الغني فوزي-الفقيه بن صالح-المغرب (2012-12-31)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

في ضيافة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia